“إن أبيات الشعر تحرر الأشياء. وإننا حينما ندرك شاعرية الحجر فإننا نحرره من تحجره، ننقذ كل شيء بالجمال، ننقذ كل شيء بالشعر. ننظر إلى جذع ميت فنبعث فيه الحياة”من رواية “هيا نشتر شاعرًا.
تدور أحداث الرواية في عالم تخييلي موازٍ لعالمنا، عالم يضج بالمادية ولغة الأرقام، عالم يُباع فيه الشعراء والفنانون في متاجر خاصة.وسط هذا العالم قررت فتاة شراء شاعر من المتجر، فهي لا ترغب بشراء رسّام أو نحات، فهذا النوع من الفن يثير الفوضى.
يدخل هذا الشاعر إلى بيت الأسرة، ذلك البيت الذي لا يرى أي فائدة في وجود الشعراء.وكانت أحوال الأسرة تسير على ما يرام، إلى أن عاد الأب إلى البيت حاملًا أخبار مرعبة، فالمصنع الذي يعمل فيه يمر بضائقة مالية صعبة وأوشك على الإفلاس، لذلك طالب الأسرة بتقليل النفقات وشد الحزام، وسط هذه الأجواء من الإفلاس تخلت الأسرة عن الشاعر.
رحل الشاعر من المنزل ولكنه ترك أثرًا وبصمة في كل فرد من الأسرة، فقد بدأت الابنة تفهم جمال الاستعارات والمجاز، وترى الأمور بطريقة مختلفة.وبفضل الشاعر استطاعت الأم أن تشعر بذاتها وترفض إهانة زوجها ومعاملته الوقحة لها. وساعد الشاعر الأخ في نيل قلب محبوبته بجمله كتبها له على قطعة من الورق أسرت قلب الفتاة.أما الأب فقد استطاع أن يتخطى الأزمة وينقذ تجارته من الإفلاس بفضل الشاعر أيضًا، فالفكرة التي أنقذت المصنع لمعت في ذهن الأب بفضل ذلك الاقتباس الذي تركه له الشاعر.
ولم تهجر الابنه الشاعر قط وإنما كانت تزوره دائمًا في الحديقة التي وضعوه فيها، والتي تعج بشعراء مهجورين مثله، وكانت تشاركه في قول الاستعارات والشعر ورؤية الحياة من تلك النافذة التي رُسمت يومًا على الجدار وكانت تطل على البحر.
كتابة: نور عباس